نقل المؤلف في الكتاب نقولاً عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ثم ختمه بفصل عن إمامة علي رضي الله عنه، بعنوان: الإمامة ضرورة كونية، وكأنه بذلك يوضح ويشرح ما أجمله الخميني ؛ حيث كان كلام الخميني مأخوذاً من كلام ابن عربي من حيث الغموض الباطني والفكر الفلسفي، أما هذا فهو أوضح منه.
والعجيب أن الخميني ينقل كلام ابن عربي، بل يكاد كلامه يكون كلام ابن عربي، أما هذا فنجده ينقل كلام ابن سينا -الشيخ الرئيس كما يسمونه- وهو أبو علي بن سينا، وقد سبق أن قلنا: إن ابن سينا على مذهب الفلاسفة، وقد شرحنا بعض أقوال الفلاسفة فيما مضى، وذكرنا عقيدتهم في الله، وأن ابن سينا من نسل العبيديين، فهو في الظاهر يدعي أنه من الشيعة الإثني عشرية الجعفرية، الذين يتزعمهم الآن أتباع الخميني، وهو في الحقيقة فيلسوف لا يؤمن بأي دين، فعندما أراد هؤلاء أن يستدلوا على إثبات الإمامة ودرجتها وصفاتها، ذهبوا يستدلون عليها بكلام ابن سينا، الذي هو منهم في الظاهر ومن الفلاسفة الملاحدة في الحقيقة.